بيان صحفي
31/5/2010
انتخابات حزب الوفد .. ملمح ايجابي في نهر الحياة السياسية الراكدة
تابعت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان انتخابات حزب الوفد التي جرت على موقع رئيس الحزب يوم الجمعة 28/5/2010 بمقر الحزب .
والتي أجريت في جو ساده التنافس الشديد بين كل من محمود أباظة رئيس الحزب السابق ود.السيد البدوي القيادي بالحزب ، والذي لم يشارك في الحزب منذ انتخابات الهيئة العليا الأخيرة ، بعد نجاح منير فخري عبد النور سكرتيرا عاما للحزب بفارق صوت عن البدوي ، وهو ما اعتبره الأخير تخليا من جانب أباظة عنه .
وكانت الجمعية العمومية للحزب قد اكتملت بعد صلاة الجمعة أمس في ظل حضور كثيف من المحافظات. وبلغ إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم من أعضاء الجمعية العمومية 1475
وتمت الانتخابات في 20 لجنة شملت 20 صندوقاً. وقد حسمت أصوات المحافظات الجولة لصالح السيد البدوى.
وفي نهاية الفرز ، أعلن الدكتور إبراهيم درويش رئيس اللجنة العليا المشرفة علي انتخابات رئاسة »الوفد«
فوز الدكتور السيد البدوي بـ »839« صوتاً من إجمالي 1445 ناخباً شاركوا في الجمعية العمومية من أصل 1700 المسددين الاشتراكات والذين يحق لهم التصويت.
مقابل 630 صوتاً لمنافسه محمود أباظة، وحصلت إجلال سالم، علي ثلاثة أصوات.
وجاء عدد الأصوات الباطلة 11 صوتاً باطلاً.
وأعلن البدوي فور إعلان انتخابه، أن حزب الوفد هو الفائز في هذه الانتخابات وتعهد بتنفيذ برنامجه ودعا الجمعية العمومية إلى محاسبته عليه بعد 18 شهراً من الآن.
وأكد البدوي أن تجربة حزب الوفد تستحق أن يحتذى بها.وقد تابعت الصحف والقنوات الفضائية هذه الانتخابات التي اتسمت بالنزاهة والشفافية من جانب إدارة الحزب ، والشخصيات العامة التي دعاها الحزب لإدارة العملية الانتخابية.
ونجح البدوي القيادي العائد إلى الحزب في اقتناص مقعد رئيس الحزب بفارق 209 صوت عن منافسه أباظة .
كما اهتم الرأي العام بهذه الانتخابات والتي سادتها عدد من مظاهر الديمقراطية السياسية والإعلامية ومن بينها قيام أعضاء بمجلس الشعب من حزب الوفد بمساندة السيد البدوي دون قلق من رئيس الحزب ، بالإضافة إلى المناظرات التي عرضتها بعض برامج " التوك شو" بالقنوات الفضائية ، والتي ظهر فيها النقاش الحر حول ما يطرحه كل من المرشحين وبرامجهم التي يعرضوها على الهيئة الناخبة . وما يأخذه كل مرشح على الأخر .
كما يحسب للرئيس الجديد للحزب د. السيد البدوي أنه لم يستغل قنوات الحياة التي يملكها في الدعاية لشخصه في الانتخابات، وهو مسلك ايجابي تشيد به المؤسسة .
من جانب اخر ترى المؤسسة أن الحزب أخطأ في عدم موافقته على قيام مراقبي منظمات المجتمع المدني بمراقبة الانتخابات وهو ما يتناقض مع مواقف الحزب الليبرالية وايمانه بمبادئ حقوق الإنسان، في المقابل طلبها من المجلس القومي لحقوق الإنسان والذي ارسل 20 باحثا لمراقبة الانتخابات.
ولعل ذلك المنع متأثر بالجدل العقيم داخل حزب الوفد حول الجمعيات الأهلية التي يتولى إدارتها أعضاء من الحزب ، ومدى تأثير هذه الجمعيات في الشأن السياسي داخل الوفد .
من جانب أخر قال شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن تلك تثير الانتخابات عدد من الملاحظات الايجابية لعل من أهمها :
ـ تنفرد تلك الانتخابات الحزبية بأنها الوحيدة التي تجري في حزب معارض ويتم فيها تداول السلطة على مقعد الرئيس ، ويكسب فيها المرشح الذي لا يمتلك أوراق اللعبة داخل الحزب.
كما تمثل نتيجة تلك الانتخابات تغييرا نوعيا بين انتخابات الأحزاب الأخرى ، حيث تقبل د. محمود أباظة المرشح الخاسر النتيجة بدون وصفها بالبطلان أو بعدم الشرعية بل أنه هنأ منافسه البدوي وكانا جنبا إلى جنب وتشابكت ايديهما وهما يحملون أعلام الوفد .
ـ تمثل تلك الانتخابات خطوة ايجابية في تاريخ حزب الوفد ، وتمثل انفرادا له بإجرائها بشكل ديمقراطي ، كما أنها أول انتخابات حزبية لم تؤد إلى انشقاق داخلها في الوقت الذي عمت فيه الانشقاقات والدعاوئ القضائية بين الأحزاب الأخرى.
وتعطي تلك الانتخابات درسا للأحزاب السياسية الأخرى في شفافية الإجراءات المؤدية للانتخابات ، وإمكانية تداول السلطة والتغيير في الحزب بما يؤدي إلى حياة حزبية أنشط ، بما يفعل الحياة السياسية المصرية .
كما وضعت تلك الانتخابات الحزب الوطني في مأزق مهم ، بضرورة اتباع النهج الديمقراطي في انتخاباته الداخلية ، وكذلك انتخابات مجلسي الشعب والشورى والمحليات.
وتكتسب تلك الانتخابات أهمية قصوى خاصة أنها تجرى في ظل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى
Sherif HelalyExecutive DirectorArab Foundation for Civil Society and Human Rights Support 18 Huda Shaerawy - Cairo 6,th floor Tel-fax:00202- 23937575 Mobail 0122988544Email afcshr@yahoo.comwww.madanya.net