الوفد بيت الحرية وقلعة الديمقراطية وعرين النزاهة
ردود أفعال واسعة حول تجربة انتخابات الرئاسة بالوفد
نموذج رائع لتداول السلطة وعلامة بارزة في التاريخ السياسي
ضرب حزب الوفد يوم الجمعة الماضي أروع الأمثلة في تطبيق الديمقراطية الحقيقية في العمل الحزبي والمؤسسي داخل مصر وخارجها.وكانت تجربة الوفد بوجود منافسة بين أكثر من مرشح علي مقعد رئيس الحزب في ظل وجود رئيس حالي سابقة لم تحدث من قبل.وأثبتت التجربة أن الوفد كان ولا يزال بيت الديمقراطية الذي يعطي دروسا في كيفية التعامل والمنافسة الشريفة بين أبناء الأسرة الوفدية الواحدة.كما أثبت الوفديون حرصهم علي المحافظة علي البيت الوفدي من خلال خروج الانتخابات بصورة مشرفة للغاية لعلها تكون عبرة وعظة للقابضين علي العروش والكراسي.لقد أرسي الوفديون فكرة تداول السلطة في جو من الديمقراطية والشفافية عبر صناديق زجاجية شفافة وهو مايطالب به الوفد طوال تاريخه في أن يكون الصندوق الانتخابي هو الفيصل الوحيد في أي انتخابات للتعبير عن الإرادة الحقيقية للناخبين.
وأحدث الوفد من خلال انتخاباته الداخلية حراكا داخل الشارع المصري الذي تربطه علاقة وثيقة الصلة بالوفد منذ عقود طويلة ولعل خير دليل علي ذلك هو اهتمام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها بهذه الانتخابات.ولقن الوفد درسا في إرساء قواعد الحرية في الاختيار واحترام إرادة الأغلبية نحو تحقيق الأفضل واختيار ما هو أنسب وحذف كلمة الرئيس الأبدي من قاموس العمل السياسي فكان ولا يزال الوفد يقول ويفعل علي عكس من يؤيد ويريد ولا يستطيع تطبيق ما يريده أو السير في طريق الديمقراطية ولو لخطوة واحدة.وأصبح هناك حقيقة واضحة كالشمس وقت بزوغها لا يستطيع إنكارها إلا كل جاحد وهي أن الوفد كان ولا يزال بيت الديمقراطية الذي يفرض علي الآخرين احترام تاريخ الحزب العريق الذي خرج من رحم الأمة بإرادتها، واستطاع أن يقود البلاد الي طريق النور في فترة مظلمة كانت مليئة بسحاب الظلام.لقد كان المشهد الوفدي يوم الجمعة الماضي نبراسا حقيقيا للديمقراطية ودرسا عظيما لمن يريد أن يخطو نحو الحرية وقد رصدت الوفد ردود الأفعال حول تجربة الوفد الديمقراطية.
المستشار محمود أبوالليل: الوفد مارس الديمقراطية بقيادات وطنية
أكد المستشار محمود أبوالليل وزير العدل السابق أن انتخابات الوفد صورة مشرفة للديمقراطية بالرغم من المنافسة القوية لكلا المرشحين المتنافسين وهذا يؤكد مدي الجو الديمقراطي الكامل الذي عم الانتخابات ونزاهتها.وأضاف أبوالليل أن أعضاء الجمعية العمومية عبروا عن رأيهم بصراحة دون أي ضغوط من كلا الطرفين وهذا يؤكد مدي عراقة الوفديين وهي صورة أتمني أن تكون في مصر كلها خاصة ونحن مقبلون علي انتخابات برلمانية قادمة ستشهد حراكا سياسيا كبيرا وأن عملية غياب الإشراف القضائي قد يقف حائلا أمام نزاهة الانتخابات وهو أمر غير مريح يدعو الي التشاؤم وانعدام الأمل لأن المواطن المصري يشعر بأن لا قيمة لصوته واحترام كيانه وبالتالي لا يقبل علي الانتخابات عكس المشهد السياسي في حزب الوفد الذي شهد إقبالا كبيرا للوفديين في ظل انتخابات نزيهة.وأضاف أبوالليل أن تجربة انتخابات 2005 التي كان يشرف عليها القضاء تجربة لن تتكرر وأفرزت عددا كبيرا من المستقلين والأحزاب خاصة في المرحلة الأولي وبعد ذلك المراحلتان الثانية والثالثة حدث فيهما العديد من المشاكل والتأثير علي القضاة ونأمل أن تجربة الوفد تكون تحربة رائدة في تاريخ مصر كله وهي صورة مشرفة لن تتكرر إلا في الماضي الجميل في صورة وزارة أحمد يحيي باشا الذي سقط في الانتخابات لنزاهتها وهي تعبر عن احترام لكلا القيادتين لأنهما علي مستوي المسئولية وهو منتظر من حزب عريق يمثل المعارضة الحقيقية في مصر وأتمني أن يسير حزب الوفد في مسيرة العطاء وممارسة الديمقراطية بكل قياداته الوطنية حتي تأمل في تداول السلطة في مصر.
المستشار محمود الخضيري: مطلوب تعميم التجربة في الأحزابالمستشار محمود الخضيري نائب محكمة النقض سابقا يري أن تجربة انتخابات الوفد تجربة ناجحة ورائعة لم نرها من قبل في مصر ونتمني من الأحزاب الأخري في مصر خاصة الحزب الوطني أن يطبق نفس التجربة لأن انتخابات الوفد قمة الديمقراطية والحزب الوطني لا يعرف معني الديمقراطية والمناظرة التي تمت بين محمود أباظة والدكتور السيد البدوي قمة الديمقراطية وشيء حضاري يفكرنا بما يحدث في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ونتمني تعميم هذه التجربة في بقية الأحزاب الأخري في مصر وأن يستعيد حزب الوفد مجده القديم في الحياة السياسية، وهذه التجربة دافع قوي للمشاركة في الانتخابات القادمة لمجلسي الشوري والشعب اذا لم يتدخل الحزب الوطني والحكومة في تزويرها ففي هذه الحالة سيشارك المواطن المصري ويدلي بصوته ونتمني من الأحزاب أن تقوم بنفس التجربة.حسين عبدالرازق: تجربة ديمقراطية لا مثيل لها
أكد حسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع أنه يصعب مقارنة انتخابات داخلية في حزب بانتخابات في دولة لكن التجربة الأخيرة في الجمعية العمومية لحزب الوفد تقف علي نفس الأرضية التي تجري بها الانتخابات في الأحزاب الديمقراطية وأوروبا والغرب بشكل عام.
مشيرا الي أنه في ظل الأوضاع السياسية الحالية لكل المؤسسات التنفيذية والتشريعية المصرية التي شكلت عن طريق التزوير يصعب حدوث تطور ديمقراطي يبدأ انتخابات حرة ونزيهة طبقا للمعايير الدولية ما لم تنجح قوي التغيير الديمقراطي في اقتياد تحول دستوري وسياسي ديمقراطي حقيقي في مصر.وأعرب عبدالرازق أنه لاتوجد أحزاب في مصر مارست شيئا شبيها بتجربة الوفد عدا حزب التجمع في تجربة الانتخابات عام 2008 التي أجريت في المؤتمر العام السادس للحزب وكانت انتخابات شاملة للرئيس ونوابه والأمين العام حيث أجريت بشكل ديمقراطي وبمنتهي الشفافية.
وأشار الي أن معظم الأحزاب المصرية تشهد صراعات وأزمات داخلية تمنعها من عمل تجربة كتجربة الوفد في الانتخابات الأخيرة.
النائب محمد العمدة: نموذج حي وعملي للديمقراطية في مصر
يؤكد محمد العمدة عضو مجلس الشعب أن انتخابات الوفد الأخيرة نموذج حي وعملي للديمقراطية في مصر وأجمل مايميز العملية الانتخابية الروح الطيبة التي سادت الجميع والتي وضحت بين المرشحين.ويتمني العمدة أن تطبق هذه الفكرة الديمقراطية وهذا المناخ الحقيقي للانتخابات علي كل الانتخابات سواء العادية أو داخل الأحزاب.ويري العمدة مدي ما تمتعت به العملية الانتخابية في الوفد من النزاهة والشفاقية والأخلاق الرفيعة التي اتسمت بها العملية الانتخابية سواء قبل الانتخابات أو أثناء العملية الانتخابية أو بعد إعلان النتيجة يدل علي مكانة الوفد العليا في قلوب المصريين عامة والوفديين خاصة.
نجاد البرعي: أنا فخور بحزب الوفد وقياداته
أشاد نجاد البرعي ـ ناشط حقوقي ـ بالدورالذي لعبه حزب الوفد والنموذج المشرف الذي قدمه للشارع المصري برمته واصفا إياه بالحزب العريق مشيدا بموقف محمود أباظة الذي صنع ما لن يعتاد عليه الشعب المصري أو أي حزب سياسي آخر بمساندته للدكتور السيد البدوي عقب إعلان النتيجة وظهورهما اخوة في حزب واحد.وأشار البرعي الي أنه لا يجرؤ أي أحد من الآن فصاعدا علي التقليل من هيبة الوفد بوصفه أنه أقوال لا أفعال، مؤكدا أن الوفد فتح طريق الديمقراطية التي لن تشهدها مصر من قبل ولابد أن يؤرخ هذا الحدث في التاريخ السياسي والحزبي بمصر لكي يحتذي به كل من أراد اتباع الديمقراطية، وأشار الي أن الأحزاب الأصغر دائما ما تختلف وتلجأ للجنة الأحزاب لفض منازعاتها ولابد من استفادتها من هذه التجربة الفريدة للوفد.وأكد البرعي أن الحزب الوطني لم يشهد انتخابات نزيهة واصفا إياه بأنه تجمع لمصالح شخصية ولا يمكن وصفه بالحزب.
سامح عاشور: انتخابات الوفد نموذج مشرف
أكد سامح عاشور نقيب المحامين السابق أن الانتخابات الرئاسية للوفد نموذج مشرف لأي حزب سياسي وأن الوفد قدم قدوة ورؤية تستحق الإشادة بها.ويري عاشور أن أدب الحوار وأدب المنافسة التي اتسمت بها الانتخابات بين المرشحين وأنهما كانا علي أعلي مستوي من الأخلاق والشفافية وعلي مستوي وقيمة حزب الوفد.وقال عاشور إن الفائز الوحيد في الانتخابات هو حزب الوفد والوفديون وأن المرشحين قدما نموذجا يجب أن يحتذي به في انتخابات الأحزاب الأخري وأن محمود أباظة اكتسب احترام وحب الناس بموقفه المشرف وأن السيد البدوي اكتسب ثقة الناس بفوزه وأن الوفد اكتسب الاثنين وعودته الي خارطة الحياة السياسية وفي مقدمتها.
نبيل زكي: قدوة للأحزاب في مصر
أكد نبيل زكي القيادي بحزب التجمع أنها تجربة ثرية للغاية ونموذج في النزاهة والشفافية والحيادية وتستحق أن تكون قدوة لكل الأحزاب السياسية في مصر معربا عن سعادته بروح الوفاق التي سادت الأجواء بين المرشحين التي دارت المنافسة بينهما في جو من الاحترام المتبادل والتقدير والاعتزاز مؤكدا أن هذه التجربة الانتخابية بحزب الوفد دلت علي أن الحزب يضرب بجذور عميقة في المجتمع المصري ويستهلم تراث الحركة الوطنية الديمقراطية والقيم التي علمتنا إياها ثورة 1919 كل ذلك دليل واضح علي أن حزب الوفد سيلعب دورا رئيسيا في المعترك السياسي في بلادنا ليستعيد دوره المكلف به في التأثير علي مسار الحركة السياسية في مصر.
الكتَّاب والفنانون يشيدون بانتخابات الوفد
حمدي أحمد: انتخابات تؤرخ للنزاهة
رياض الخولي: جو ديمقراطي غير متوقع
محمد الحلو: صورة مشرقة لحضارة مصر
عزت العلايلي: بداية لمشوار الألف ميل
لميس جابر: حدث تاريخي لم يحدث من قبل
يسري الجندي: خروج الحياة الحزبية من الإنعاش
أثارت انتخابات رئاسة حزب الوفد الأخيرة ردود أفعال قوية في الشارع المصري وبالأخص علي الفنانين المصريين، فالبعض اعتبرها بداية مشرقة لانتخابات رئاسية نزيهة، حيث ان البداية دائما تأتي من الاحزاب، وكان لهذه الانتخابات رد فعل مشرف للحزب بعد أن تعانق واتحد الرئيسان المتنافسان علي رئاسة الحزب الدكتور السيد البدوي والرئيس السابق الدكتور محمود اباظة بعد اعلان النتيجة ووضح الاتحاد فيما بينهما عن مستقبل مشرق لحزب مهم في التخطيط والحراك السياسي للدولة مثل حزب الوفد.أكد الفنان حمدي احمد ان ما حدث في الانتخابات استفزه لدرجة انه كان يفكر في كتابة مقال مخصوص ليشرح فيه مدي إعجابه الشديد بهذه الانتخابات النزيهة التي ظهرت بشكل راقي يرق بمستوي الوفد والمنضمين لحزبه، وهي تحمل عدة أوجه أهمها أنها المرة الاولي التي تحدث في مصر انتخابات بهذه النزاهة والشفافية والرقي ايضا جانب هام هو الأمان الذي شعر به الاعضاء أثناء التصويت والذين ظهروا في حالة رقي وهدوء شديدين نتيجة لتأكدهم من أن من يدلون له بصوته هو من سيفوز فتأكدوا من نزاهة لجنة الانتخابات وهي المرة الاولي التي تحدث في مصر، فاستطاعت هذه الانتخابات أن تعيد للوفد الوجه الجميل، وهذه الانتخابات هي حالة تاريخية في مصر وأتذكر انني كنت عضوا في حزب العمل وللأسف زوروا في الانتخابات ثلاث مرات وهو ما جعلني أتساءل اذا كان هناك حزب في مصر مزور في الانتخابات فما بالكم لو هذا الحزب حكم مصر ماذا سيحدث؟! وهذا ما أثار إعجابي بحزب الوفد لأنها انتخابات نزيهة ونستطيع ان نؤرخ انها هي وانتخابات الدكتور يحيي ابراهيم حدثان سيضرب بهما المثل علي المدي الطويل رغم تباعد الزمن بينهما إلا أنه شرف لمصر أن تمر بها انتخابات بهذه النزاهة.أما الكاتبة لميس جابر أكدت فأنها سعيدة جداً بهذه الانتخابات واستمتعت وهي
تشاهدها وهو امر لم يحدث من قبل ويكفي أن من يذهب للإدلاء بصوته يعلم ان الحكومة لن تتدخل في اختياره كالعادة، اعتقد أن الفائز الوحيد هو حزب الوفد بهذه الروح الطيبة وأتمني من الحكومة ان تستفيد من ذلك ولا يبتعد اي مشارك في الحزب عن المشاركة فيه واتمني ان يكون التغيير الي الاحسن والي الاكثر انعاشا.أما الفنان رياض الخولي فأكد أن الانتخابات جرت في جو ديمقراطي صحيح هادئ ومحترم غير متوقع في مصر، ووأوضح ان أعضاء الحزب كانت لهم اختيارات مهمة وأعتقد ان المتنافسين الدكتور السيد البدوي والأستاذ محمود أباظة ظهرا في مناظرة يميزها الاحترام والمنافسة الشريفة وهذا يؤهل الحزب للعمل الأكثر نشاطا.أما الفنان محمد الحلو فأكد أن المشهد الاخير الذي
خرج فيه الأستاذ أباظة والدكتور البدوي من المشاهد النادرة في مصر وهي أن تري اثنان متنافسين يظهران بهذه الصورة اللبقة بعد الانتخابات ويخرجان يدهم في أيدي بعض وهذا الارتياح الذي ظهر بين الطرفين يؤكد أن الانتخابات فيها نزاهة وشفافية ونوع جديد من الديمقراطية وهذا منتهي التحضر.أما الفنان عزت العلايلي أكد أن ما حدث في انتخابات الحزب شيء مشرف وأمر في منتهي الديمقراطية ويعبر عن ناس متحضرة وهذا ما توقعته أن تكون الانتخابات بهذا الشكل المحترم فالمرشحان لهما تاريخ محترم ومشرف وحافل.يري الكاتب يسري الجندي أن هذا الانجاز الحقيقي أخرج الحياة الحزبية من غرفة الانعاش لأن الحياة الحزبية في مصر كانت غير موجودة وكانت عقيمة - علي حد تعبيره - لافتقاد الديمقراطية علي كل المستويات بما فيها داخل الاحزاب نفسها، ونتيجة لهذا الحصار لم يكن لها تواجد علي القدر المطلوب في الشارع.
ولكن هذا الاتجاه فاعلاً ومؤثراً في الحياة الحزبية ويجب ان يستكمل هذا الانجاز بتواجد حقيقي للوفد في الشارع، والمؤشر علي امكانية ذلك موقف الانتخابات وطبيعة المنافسة جميعهم التفوا حول النتيجة النهائية التي أقرتها الأغلبية وتلك هي الديمقراطية، كل هذه الظواهر تدل علي أن حزب الوفد لديه رصيد فعال من ليبرالية الوفد القديمة، بمعني أن هناك بالفعل ديمقراطية حقيقية، ومن الممكن أن تكون المنافسة علي قاعدة لها من المصلحة الوطنية والعامة وهذا الالتفاف من المجموعة الموجودة حالياً في الوفد يسمح بأن يتواجد في الشارع من خلال اتساع رقعته بكل الآليات المفترضة في التواصل مع الجماهير المؤمنة بحزب الوفد ورغم انني لست حزبيا إلا أن تجربة حزب الوفد وضعت الانتخابات القادمة في موقف صعب.
دروس من نزاهة انتخابات الوفد
قد علمنا الوفد أن الديمقراطية هي التداول السلمي للسلطة عبر اصوات الناخبين والتغيير المحترم من خلال صناديق الانتخاب.. ربما يكون هذا هو الدرس القريب الذي قدمه الوفد من خلال معركة انتخابية متحضرة بين متنافسين علي أعلي مستوي من الرقي فلا شعارات زائفة، ولا تجارة بالمشاكل، ولا استقواء بمنصب، ولكنني "بتواضع جم" أري أن الدرس أكبر من ذلك، فهو درس حقيقي في مفهوم السياسة ذاتها، فكما علمتنا أبجدية السياسة أنها فن ادارة الدولة من خلال برنامج حزب، فكما نمارس العبادة في المساجد والكنائس.. ونمارس التعليم في المدارس والجامعات، ونمارس الحفاظ علي حقوق العاملين في النقابات فإن السياسة تمارس من خلال الاحزاب ولكن عندما تصبح الاحزاب في بلادي "لافتات" جاءت "بتأشيرة حكومية".. فلا عجب أن نمارس السياسة في المساجد والكنائس والجامعات والنقابات، هذا هو جوهر الدرس الذي قدمته لنا انتخابات رئاسة الوفد.. والدرس قُدم "مجانا" للجميع حكومة وشعباً واحزاباً.
الدرس يقول للحكومة والنظام.. لا تخافوا من تشكيل احزاب.. فالشعب قادر علي التثمين الجيد للبرامج والافكار والاشخاص.. وسيحسن اختيار الأصلح فلن يستقر نظام.. ولن تهنأ حكومة لا تعطي الشعب حقه في ممارسة السياسة.. وحرية انشاء احزاب.. حرية حقيقية وليست الحرية كما وضعها "معاوية بن أبي سفيان" حينما قال: "نحن لا نحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين مُلكنا".. والدرس قدمه الوفد للشعب مؤكدا انه لن ينال حقه ما لم يسع ويحقق التغيير بتحضر ورقي وان يدرك انه يملك أغلي ما تسعي اليه الاحزاب والنظم.. وهو "صوته وحقه الانتخابي".
ودرس ثالث قدمه الوفد للأحزاب ان السياسة ممارسة حقيقية وليست مشروعا تجاريا عائليا لانه يحول الأحزاب مع الوقت الي احزاب كرتونية تشارك في تشكيل ديكور سياسي هش وضعيف وقابل للانهيار مع اقل هزة..نعم دروس قيمة قدمتها لنا انتخابات الوفد.. وقيمة مضافة أعطانا إياها الوفد.ولا أملك إلا أن اقول كمتابع محايد.. شكراً للوفد.ولكن هل نستوعب الدرس؟
ردود أفعال واسعة حول تجربة انتخابات الرئاسة بالوفد
نموذج رائع لتداول السلطة وعلامة بارزة في التاريخ السياسي
ضرب حزب الوفد يوم الجمعة الماضي أروع الأمثلة في تطبيق الديمقراطية الحقيقية في العمل الحزبي والمؤسسي داخل مصر وخارجها.وكانت تجربة الوفد بوجود منافسة بين أكثر من مرشح علي مقعد رئيس الحزب في ظل وجود رئيس حالي سابقة لم تحدث من قبل.وأثبتت التجربة أن الوفد كان ولا يزال بيت الديمقراطية الذي يعطي دروسا في كيفية التعامل والمنافسة الشريفة بين أبناء الأسرة الوفدية الواحدة.كما أثبت الوفديون حرصهم علي المحافظة علي البيت الوفدي من خلال خروج الانتخابات بصورة مشرفة للغاية لعلها تكون عبرة وعظة للقابضين علي العروش والكراسي.لقد أرسي الوفديون فكرة تداول السلطة في جو من الديمقراطية والشفافية عبر صناديق زجاجية شفافة وهو مايطالب به الوفد طوال تاريخه في أن يكون الصندوق الانتخابي هو الفيصل الوحيد في أي انتخابات للتعبير عن الإرادة الحقيقية للناخبين.
وأحدث الوفد من خلال انتخاباته الداخلية حراكا داخل الشارع المصري الذي تربطه علاقة وثيقة الصلة بالوفد منذ عقود طويلة ولعل خير دليل علي ذلك هو اهتمام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها بهذه الانتخابات.ولقن الوفد درسا في إرساء قواعد الحرية في الاختيار واحترام إرادة الأغلبية نحو تحقيق الأفضل واختيار ما هو أنسب وحذف كلمة الرئيس الأبدي من قاموس العمل السياسي فكان ولا يزال الوفد يقول ويفعل علي عكس من يؤيد ويريد ولا يستطيع تطبيق ما يريده أو السير في طريق الديمقراطية ولو لخطوة واحدة.وأصبح هناك حقيقة واضحة كالشمس وقت بزوغها لا يستطيع إنكارها إلا كل جاحد وهي أن الوفد كان ولا يزال بيت الديمقراطية الذي يفرض علي الآخرين احترام تاريخ الحزب العريق الذي خرج من رحم الأمة بإرادتها، واستطاع أن يقود البلاد الي طريق النور في فترة مظلمة كانت مليئة بسحاب الظلام.لقد كان المشهد الوفدي يوم الجمعة الماضي نبراسا حقيقيا للديمقراطية ودرسا عظيما لمن يريد أن يخطو نحو الحرية وقد رصدت الوفد ردود الأفعال حول تجربة الوفد الديمقراطية.
المستشار محمود أبوالليل: الوفد مارس الديمقراطية بقيادات وطنية
أكد المستشار محمود أبوالليل وزير العدل السابق أن انتخابات الوفد صورة مشرفة للديمقراطية بالرغم من المنافسة القوية لكلا المرشحين المتنافسين وهذا يؤكد مدي الجو الديمقراطي الكامل الذي عم الانتخابات ونزاهتها.وأضاف أبوالليل أن أعضاء الجمعية العمومية عبروا عن رأيهم بصراحة دون أي ضغوط من كلا الطرفين وهذا يؤكد مدي عراقة الوفديين وهي صورة أتمني أن تكون في مصر كلها خاصة ونحن مقبلون علي انتخابات برلمانية قادمة ستشهد حراكا سياسيا كبيرا وأن عملية غياب الإشراف القضائي قد يقف حائلا أمام نزاهة الانتخابات وهو أمر غير مريح يدعو الي التشاؤم وانعدام الأمل لأن المواطن المصري يشعر بأن لا قيمة لصوته واحترام كيانه وبالتالي لا يقبل علي الانتخابات عكس المشهد السياسي في حزب الوفد الذي شهد إقبالا كبيرا للوفديين في ظل انتخابات نزيهة.وأضاف أبوالليل أن تجربة انتخابات 2005 التي كان يشرف عليها القضاء تجربة لن تتكرر وأفرزت عددا كبيرا من المستقلين والأحزاب خاصة في المرحلة الأولي وبعد ذلك المراحلتان الثانية والثالثة حدث فيهما العديد من المشاكل والتأثير علي القضاة ونأمل أن تجربة الوفد تكون تحربة رائدة في تاريخ مصر كله وهي صورة مشرفة لن تتكرر إلا في الماضي الجميل في صورة وزارة أحمد يحيي باشا الذي سقط في الانتخابات لنزاهتها وهي تعبر عن احترام لكلا القيادتين لأنهما علي مستوي المسئولية وهو منتظر من حزب عريق يمثل المعارضة الحقيقية في مصر وأتمني أن يسير حزب الوفد في مسيرة العطاء وممارسة الديمقراطية بكل قياداته الوطنية حتي تأمل في تداول السلطة في مصر.
المستشار محمود الخضيري: مطلوب تعميم التجربة في الأحزابالمستشار محمود الخضيري نائب محكمة النقض سابقا يري أن تجربة انتخابات الوفد تجربة ناجحة ورائعة لم نرها من قبل في مصر ونتمني من الأحزاب الأخري في مصر خاصة الحزب الوطني أن يطبق نفس التجربة لأن انتخابات الوفد قمة الديمقراطية والحزب الوطني لا يعرف معني الديمقراطية والمناظرة التي تمت بين محمود أباظة والدكتور السيد البدوي قمة الديمقراطية وشيء حضاري يفكرنا بما يحدث في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ونتمني تعميم هذه التجربة في بقية الأحزاب الأخري في مصر وأن يستعيد حزب الوفد مجده القديم في الحياة السياسية، وهذه التجربة دافع قوي للمشاركة في الانتخابات القادمة لمجلسي الشوري والشعب اذا لم يتدخل الحزب الوطني والحكومة في تزويرها ففي هذه الحالة سيشارك المواطن المصري ويدلي بصوته ونتمني من الأحزاب أن تقوم بنفس التجربة.حسين عبدالرازق: تجربة ديمقراطية لا مثيل لها
أكد حسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع أنه يصعب مقارنة انتخابات داخلية في حزب بانتخابات في دولة لكن التجربة الأخيرة في الجمعية العمومية لحزب الوفد تقف علي نفس الأرضية التي تجري بها الانتخابات في الأحزاب الديمقراطية وأوروبا والغرب بشكل عام.
مشيرا الي أنه في ظل الأوضاع السياسية الحالية لكل المؤسسات التنفيذية والتشريعية المصرية التي شكلت عن طريق التزوير يصعب حدوث تطور ديمقراطي يبدأ انتخابات حرة ونزيهة طبقا للمعايير الدولية ما لم تنجح قوي التغيير الديمقراطي في اقتياد تحول دستوري وسياسي ديمقراطي حقيقي في مصر.وأعرب عبدالرازق أنه لاتوجد أحزاب في مصر مارست شيئا شبيها بتجربة الوفد عدا حزب التجمع في تجربة الانتخابات عام 2008 التي أجريت في المؤتمر العام السادس للحزب وكانت انتخابات شاملة للرئيس ونوابه والأمين العام حيث أجريت بشكل ديمقراطي وبمنتهي الشفافية.
وأشار الي أن معظم الأحزاب المصرية تشهد صراعات وأزمات داخلية تمنعها من عمل تجربة كتجربة الوفد في الانتخابات الأخيرة.
النائب محمد العمدة: نموذج حي وعملي للديمقراطية في مصر
يؤكد محمد العمدة عضو مجلس الشعب أن انتخابات الوفد الأخيرة نموذج حي وعملي للديمقراطية في مصر وأجمل مايميز العملية الانتخابية الروح الطيبة التي سادت الجميع والتي وضحت بين المرشحين.ويتمني العمدة أن تطبق هذه الفكرة الديمقراطية وهذا المناخ الحقيقي للانتخابات علي كل الانتخابات سواء العادية أو داخل الأحزاب.ويري العمدة مدي ما تمتعت به العملية الانتخابية في الوفد من النزاهة والشفاقية والأخلاق الرفيعة التي اتسمت بها العملية الانتخابية سواء قبل الانتخابات أو أثناء العملية الانتخابية أو بعد إعلان النتيجة يدل علي مكانة الوفد العليا في قلوب المصريين عامة والوفديين خاصة.
نجاد البرعي: أنا فخور بحزب الوفد وقياداته
أشاد نجاد البرعي ـ ناشط حقوقي ـ بالدورالذي لعبه حزب الوفد والنموذج المشرف الذي قدمه للشارع المصري برمته واصفا إياه بالحزب العريق مشيدا بموقف محمود أباظة الذي صنع ما لن يعتاد عليه الشعب المصري أو أي حزب سياسي آخر بمساندته للدكتور السيد البدوي عقب إعلان النتيجة وظهورهما اخوة في حزب واحد.وأشار البرعي الي أنه لا يجرؤ أي أحد من الآن فصاعدا علي التقليل من هيبة الوفد بوصفه أنه أقوال لا أفعال، مؤكدا أن الوفد فتح طريق الديمقراطية التي لن تشهدها مصر من قبل ولابد أن يؤرخ هذا الحدث في التاريخ السياسي والحزبي بمصر لكي يحتذي به كل من أراد اتباع الديمقراطية، وأشار الي أن الأحزاب الأصغر دائما ما تختلف وتلجأ للجنة الأحزاب لفض منازعاتها ولابد من استفادتها من هذه التجربة الفريدة للوفد.وأكد البرعي أن الحزب الوطني لم يشهد انتخابات نزيهة واصفا إياه بأنه تجمع لمصالح شخصية ولا يمكن وصفه بالحزب.
سامح عاشور: انتخابات الوفد نموذج مشرف
أكد سامح عاشور نقيب المحامين السابق أن الانتخابات الرئاسية للوفد نموذج مشرف لأي حزب سياسي وأن الوفد قدم قدوة ورؤية تستحق الإشادة بها.ويري عاشور أن أدب الحوار وأدب المنافسة التي اتسمت بها الانتخابات بين المرشحين وأنهما كانا علي أعلي مستوي من الأخلاق والشفافية وعلي مستوي وقيمة حزب الوفد.وقال عاشور إن الفائز الوحيد في الانتخابات هو حزب الوفد والوفديون وأن المرشحين قدما نموذجا يجب أن يحتذي به في انتخابات الأحزاب الأخري وأن محمود أباظة اكتسب احترام وحب الناس بموقفه المشرف وأن السيد البدوي اكتسب ثقة الناس بفوزه وأن الوفد اكتسب الاثنين وعودته الي خارطة الحياة السياسية وفي مقدمتها.
نبيل زكي: قدوة للأحزاب في مصر
أكد نبيل زكي القيادي بحزب التجمع أنها تجربة ثرية للغاية ونموذج في النزاهة والشفافية والحيادية وتستحق أن تكون قدوة لكل الأحزاب السياسية في مصر معربا عن سعادته بروح الوفاق التي سادت الأجواء بين المرشحين التي دارت المنافسة بينهما في جو من الاحترام المتبادل والتقدير والاعتزاز مؤكدا أن هذه التجربة الانتخابية بحزب الوفد دلت علي أن الحزب يضرب بجذور عميقة في المجتمع المصري ويستهلم تراث الحركة الوطنية الديمقراطية والقيم التي علمتنا إياها ثورة 1919 كل ذلك دليل واضح علي أن حزب الوفد سيلعب دورا رئيسيا في المعترك السياسي في بلادنا ليستعيد دوره المكلف به في التأثير علي مسار الحركة السياسية في مصر.
الكتَّاب والفنانون يشيدون بانتخابات الوفد
حمدي أحمد: انتخابات تؤرخ للنزاهة
رياض الخولي: جو ديمقراطي غير متوقع
محمد الحلو: صورة مشرقة لحضارة مصر
عزت العلايلي: بداية لمشوار الألف ميل
لميس جابر: حدث تاريخي لم يحدث من قبل
يسري الجندي: خروج الحياة الحزبية من الإنعاش
أثارت انتخابات رئاسة حزب الوفد الأخيرة ردود أفعال قوية في الشارع المصري وبالأخص علي الفنانين المصريين، فالبعض اعتبرها بداية مشرقة لانتخابات رئاسية نزيهة، حيث ان البداية دائما تأتي من الاحزاب، وكان لهذه الانتخابات رد فعل مشرف للحزب بعد أن تعانق واتحد الرئيسان المتنافسان علي رئاسة الحزب الدكتور السيد البدوي والرئيس السابق الدكتور محمود اباظة بعد اعلان النتيجة ووضح الاتحاد فيما بينهما عن مستقبل مشرق لحزب مهم في التخطيط والحراك السياسي للدولة مثل حزب الوفد.أكد الفنان حمدي احمد ان ما حدث في الانتخابات استفزه لدرجة انه كان يفكر في كتابة مقال مخصوص ليشرح فيه مدي إعجابه الشديد بهذه الانتخابات النزيهة التي ظهرت بشكل راقي يرق بمستوي الوفد والمنضمين لحزبه، وهي تحمل عدة أوجه أهمها أنها المرة الاولي التي تحدث في مصر انتخابات بهذه النزاهة والشفافية والرقي ايضا جانب هام هو الأمان الذي شعر به الاعضاء أثناء التصويت والذين ظهروا في حالة رقي وهدوء شديدين نتيجة لتأكدهم من أن من يدلون له بصوته هو من سيفوز فتأكدوا من نزاهة لجنة الانتخابات وهي المرة الاولي التي تحدث في مصر، فاستطاعت هذه الانتخابات أن تعيد للوفد الوجه الجميل، وهذه الانتخابات هي حالة تاريخية في مصر وأتذكر انني كنت عضوا في حزب العمل وللأسف زوروا في الانتخابات ثلاث مرات وهو ما جعلني أتساءل اذا كان هناك حزب في مصر مزور في الانتخابات فما بالكم لو هذا الحزب حكم مصر ماذا سيحدث؟! وهذا ما أثار إعجابي بحزب الوفد لأنها انتخابات نزيهة ونستطيع ان نؤرخ انها هي وانتخابات الدكتور يحيي ابراهيم حدثان سيضرب بهما المثل علي المدي الطويل رغم تباعد الزمن بينهما إلا أنه شرف لمصر أن تمر بها انتخابات بهذه النزاهة.أما الكاتبة لميس جابر أكدت فأنها سعيدة جداً بهذه الانتخابات واستمتعت وهي
تشاهدها وهو امر لم يحدث من قبل ويكفي أن من يذهب للإدلاء بصوته يعلم ان الحكومة لن تتدخل في اختياره كالعادة، اعتقد أن الفائز الوحيد هو حزب الوفد بهذه الروح الطيبة وأتمني من الحكومة ان تستفيد من ذلك ولا يبتعد اي مشارك في الحزب عن المشاركة فيه واتمني ان يكون التغيير الي الاحسن والي الاكثر انعاشا.أما الفنان رياض الخولي فأكد أن الانتخابات جرت في جو ديمقراطي صحيح هادئ ومحترم غير متوقع في مصر، ووأوضح ان أعضاء الحزب كانت لهم اختيارات مهمة وأعتقد ان المتنافسين الدكتور السيد البدوي والأستاذ محمود أباظة ظهرا في مناظرة يميزها الاحترام والمنافسة الشريفة وهذا يؤهل الحزب للعمل الأكثر نشاطا.أما الفنان محمد الحلو فأكد أن المشهد الاخير الذي
خرج فيه الأستاذ أباظة والدكتور البدوي من المشاهد النادرة في مصر وهي أن تري اثنان متنافسين يظهران بهذه الصورة اللبقة بعد الانتخابات ويخرجان يدهم في أيدي بعض وهذا الارتياح الذي ظهر بين الطرفين يؤكد أن الانتخابات فيها نزاهة وشفافية ونوع جديد من الديمقراطية وهذا منتهي التحضر.أما الفنان عزت العلايلي أكد أن ما حدث في انتخابات الحزب شيء مشرف وأمر في منتهي الديمقراطية ويعبر عن ناس متحضرة وهذا ما توقعته أن تكون الانتخابات بهذا الشكل المحترم فالمرشحان لهما تاريخ محترم ومشرف وحافل.يري الكاتب يسري الجندي أن هذا الانجاز الحقيقي أخرج الحياة الحزبية من غرفة الانعاش لأن الحياة الحزبية في مصر كانت غير موجودة وكانت عقيمة - علي حد تعبيره - لافتقاد الديمقراطية علي كل المستويات بما فيها داخل الاحزاب نفسها، ونتيجة لهذا الحصار لم يكن لها تواجد علي القدر المطلوب في الشارع.
ولكن هذا الاتجاه فاعلاً ومؤثراً في الحياة الحزبية ويجب ان يستكمل هذا الانجاز بتواجد حقيقي للوفد في الشارع، والمؤشر علي امكانية ذلك موقف الانتخابات وطبيعة المنافسة جميعهم التفوا حول النتيجة النهائية التي أقرتها الأغلبية وتلك هي الديمقراطية، كل هذه الظواهر تدل علي أن حزب الوفد لديه رصيد فعال من ليبرالية الوفد القديمة، بمعني أن هناك بالفعل ديمقراطية حقيقية، ومن الممكن أن تكون المنافسة علي قاعدة لها من المصلحة الوطنية والعامة وهذا الالتفاف من المجموعة الموجودة حالياً في الوفد يسمح بأن يتواجد في الشارع من خلال اتساع رقعته بكل الآليات المفترضة في التواصل مع الجماهير المؤمنة بحزب الوفد ورغم انني لست حزبيا إلا أن تجربة حزب الوفد وضعت الانتخابات القادمة في موقف صعب.
دروس من نزاهة انتخابات الوفد
قد علمنا الوفد أن الديمقراطية هي التداول السلمي للسلطة عبر اصوات الناخبين والتغيير المحترم من خلال صناديق الانتخاب.. ربما يكون هذا هو الدرس القريب الذي قدمه الوفد من خلال معركة انتخابية متحضرة بين متنافسين علي أعلي مستوي من الرقي فلا شعارات زائفة، ولا تجارة بالمشاكل، ولا استقواء بمنصب، ولكنني "بتواضع جم" أري أن الدرس أكبر من ذلك، فهو درس حقيقي في مفهوم السياسة ذاتها، فكما علمتنا أبجدية السياسة أنها فن ادارة الدولة من خلال برنامج حزب، فكما نمارس العبادة في المساجد والكنائس.. ونمارس التعليم في المدارس والجامعات، ونمارس الحفاظ علي حقوق العاملين في النقابات فإن السياسة تمارس من خلال الاحزاب ولكن عندما تصبح الاحزاب في بلادي "لافتات" جاءت "بتأشيرة حكومية".. فلا عجب أن نمارس السياسة في المساجد والكنائس والجامعات والنقابات، هذا هو جوهر الدرس الذي قدمته لنا انتخابات رئاسة الوفد.. والدرس قُدم "مجانا" للجميع حكومة وشعباً واحزاباً.
الدرس يقول للحكومة والنظام.. لا تخافوا من تشكيل احزاب.. فالشعب قادر علي التثمين الجيد للبرامج والافكار والاشخاص.. وسيحسن اختيار الأصلح فلن يستقر نظام.. ولن تهنأ حكومة لا تعطي الشعب حقه في ممارسة السياسة.. وحرية انشاء احزاب.. حرية حقيقية وليست الحرية كما وضعها "معاوية بن أبي سفيان" حينما قال: "نحن لا نحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين مُلكنا".. والدرس قدمه الوفد للشعب مؤكدا انه لن ينال حقه ما لم يسع ويحقق التغيير بتحضر ورقي وان يدرك انه يملك أغلي ما تسعي اليه الاحزاب والنظم.. وهو "صوته وحقه الانتخابي".
ودرس ثالث قدمه الوفد للأحزاب ان السياسة ممارسة حقيقية وليست مشروعا تجاريا عائليا لانه يحول الأحزاب مع الوقت الي احزاب كرتونية تشارك في تشكيل ديكور سياسي هش وضعيف وقابل للانهيار مع اقل هزة..نعم دروس قيمة قدمتها لنا انتخابات الوفد.. وقيمة مضافة أعطانا إياها الوفد.ولا أملك إلا أن اقول كمتابع محايد.. شكراً للوفد.ولكن هل نستوعب الدرس؟