بقلم د.عمرو الشوبكى ٣٠/ ٥/ ٢٠١٠
انتهت انتخابات حزب الوفد، وفاز الدكتور السيد البدوى برئاسة الحزب بعد أن تفوق على منافسه الأستاذ محمود أباظة، لتصبح هذه هى أول انتخابات فى تاريخ الأحزاب المصرية التى يخسر فيها رئيس حزب كرسى الرئاسة، فى مشهد ديمقراطى محترم واستثنائى يستحق عليه حزب الوفد التحية والثناء.
وعرف الحزب معركة قوية، قدم فيها السيد البدوى خطابا سياسيا أكثر قربا لجمهور الوفديين، وأيضا لقطاع واسع من النخبة المصرية التى اعتبرته أكثر قربا للحراك الذى جرى فى الشارع السياسى المصرى، وإنه قادر على نقل الحزب خطوات للأمام فى اتجاه مزيد من الحضور السياسى والجماهيرى.
وإذا كانت هناك انتقادات كثيرة وجهت لأداء محمود أباظة، وابتعاده شبه الكامل عن الحراك السياسى والاجتماعى الذى عرفه المجتمع المصرى، خاصة أنه لم يكن مطلوبا من حزب الوفد أن يتبنى مطالب القوى السياسية الجديدة خاصة أن كثيراً منها أثبت أنه كان ضجيجاً بلا طحن، وكان مطلوبا منه أن يتفاعل معها ويعرف أسباب وجودها،
كما أنه غاب عن التضامن ولو المعنوى مع قوى الاحتجاج الاجتماعى، مع أن بعضها ـ مثل احتجاجات المعاقين وأصحاب المعاشات وغيرها ـ كان فى أشد الحاجة لـ«وسيط سياسى» عاقل مع الحكومة، وكان الوفد هو المرشح الذى لم يحضر للتواصل مع هؤلاء.
والمؤكد أن هذه الملاحظات وغيرها ساهمت فى خسارة محمود أباظة موقعه كرئيس لحزب الوفد، ولكنها لم تجعله يخسر نفسه ولا القيم الليبرالية والديمقراطية الحقة التى تربى عليها، وجعلته هو وكل من معه يديرون واحدة من أنزه الانتخابات التى شهدتها مصر،
وهو الذى فى يده من «الصلاحيات الرئاسية» التى تجعله إذا أراد قادرا على أن يجرى انتخابات تضمن له موقع الرئاسة مدى الحياة، ولو على أنقاض الديمقراطية ومبادئ الوفد، كما يفعل قادة الأحزاب فى مصر. لقد قدم محمود أباظة، ومعه سكرتير حزب الوفد منير فخرى عبد النور، وباقى زملائه من قادة الحزب، نموذجاً استثنائياً فى الحياة الحزبية المصرية يستحق الاحترام والتحية.
لقد أصبح أباظة أول رئيس حزب يترك موقع الرئاسة ليس بسبب كبر السن أو التقاعد (حتى من تجاوزوا الثمانين لم يتقاعدوا) إنما بسبب انتخابات حرة وديمقراطية أرسيت فيها قيم هى «معكوس» القيم السائدة داخل المجتمع المصرى والحياة السياسية، التى تكرس البلطجة والاستبداد وغياب الشفافية.
إن رسالة حزب الوفد هى «تسونامى» حقيقى إلى الأحزاب المصرية لو حسّت بالمسؤولية، وربما نعيد لها الروح، وتعلمها أن الناس لم تنصرف عن الأحزاب بسبب كرهها للسياسة، إنما لأنها انتقدت غياب الديمقراطية فى نظام الحكم، ولم تحرص على وجودها داخلها، وحين يقدم الوفد النموذج الذى غاب عن الباقين من أحزاب وقوى سياسية جديدة، فإنه يعطى الأمل فى أن هذا البلد قادر على أن يعرف قريبا نظام حكم ديمقراطى.
تحية إلى محمود أباظة، الذى اختلف معه البعض وليس عليه، وانتقد أداءه الكثيرون، إلا أنه فى النهاية وضع اسمه فى خانة استثنائية لم يعرفها كل رؤساء الأحزاب المصرية، وألف مبروك لمنافسه السيد البدوى، الذى ألقيت على كاهله مسؤولية ثقيلة بعد أن وعد الناس بعودة قوية لحزب الوفد «ضمير الأمة»، كما هتف الوفديون يوم عيدهم الانتخابى.
انتهت انتخابات حزب الوفد، وفاز الدكتور السيد البدوى برئاسة الحزب بعد أن تفوق على منافسه الأستاذ محمود أباظة، لتصبح هذه هى أول انتخابات فى تاريخ الأحزاب المصرية التى يخسر فيها رئيس حزب كرسى الرئاسة، فى مشهد ديمقراطى محترم واستثنائى يستحق عليه حزب الوفد التحية والثناء.
وعرف الحزب معركة قوية، قدم فيها السيد البدوى خطابا سياسيا أكثر قربا لجمهور الوفديين، وأيضا لقطاع واسع من النخبة المصرية التى اعتبرته أكثر قربا للحراك الذى جرى فى الشارع السياسى المصرى، وإنه قادر على نقل الحزب خطوات للأمام فى اتجاه مزيد من الحضور السياسى والجماهيرى.
وإذا كانت هناك انتقادات كثيرة وجهت لأداء محمود أباظة، وابتعاده شبه الكامل عن الحراك السياسى والاجتماعى الذى عرفه المجتمع المصرى، خاصة أنه لم يكن مطلوبا من حزب الوفد أن يتبنى مطالب القوى السياسية الجديدة خاصة أن كثيراً منها أثبت أنه كان ضجيجاً بلا طحن، وكان مطلوبا منه أن يتفاعل معها ويعرف أسباب وجودها،
كما أنه غاب عن التضامن ولو المعنوى مع قوى الاحتجاج الاجتماعى، مع أن بعضها ـ مثل احتجاجات المعاقين وأصحاب المعاشات وغيرها ـ كان فى أشد الحاجة لـ«وسيط سياسى» عاقل مع الحكومة، وكان الوفد هو المرشح الذى لم يحضر للتواصل مع هؤلاء.
والمؤكد أن هذه الملاحظات وغيرها ساهمت فى خسارة محمود أباظة موقعه كرئيس لحزب الوفد، ولكنها لم تجعله يخسر نفسه ولا القيم الليبرالية والديمقراطية الحقة التى تربى عليها، وجعلته هو وكل من معه يديرون واحدة من أنزه الانتخابات التى شهدتها مصر،
وهو الذى فى يده من «الصلاحيات الرئاسية» التى تجعله إذا أراد قادرا على أن يجرى انتخابات تضمن له موقع الرئاسة مدى الحياة، ولو على أنقاض الديمقراطية ومبادئ الوفد، كما يفعل قادة الأحزاب فى مصر. لقد قدم محمود أباظة، ومعه سكرتير حزب الوفد منير فخرى عبد النور، وباقى زملائه من قادة الحزب، نموذجاً استثنائياً فى الحياة الحزبية المصرية يستحق الاحترام والتحية.
لقد أصبح أباظة أول رئيس حزب يترك موقع الرئاسة ليس بسبب كبر السن أو التقاعد (حتى من تجاوزوا الثمانين لم يتقاعدوا) إنما بسبب انتخابات حرة وديمقراطية أرسيت فيها قيم هى «معكوس» القيم السائدة داخل المجتمع المصرى والحياة السياسية، التى تكرس البلطجة والاستبداد وغياب الشفافية.
إن رسالة حزب الوفد هى «تسونامى» حقيقى إلى الأحزاب المصرية لو حسّت بالمسؤولية، وربما نعيد لها الروح، وتعلمها أن الناس لم تنصرف عن الأحزاب بسبب كرهها للسياسة، إنما لأنها انتقدت غياب الديمقراطية فى نظام الحكم، ولم تحرص على وجودها داخلها، وحين يقدم الوفد النموذج الذى غاب عن الباقين من أحزاب وقوى سياسية جديدة، فإنه يعطى الأمل فى أن هذا البلد قادر على أن يعرف قريبا نظام حكم ديمقراطى.
تحية إلى محمود أباظة، الذى اختلف معه البعض وليس عليه، وانتقد أداءه الكثيرون، إلا أنه فى النهاية وضع اسمه فى خانة استثنائية لم يعرفها كل رؤساء الأحزاب المصرية، وألف مبروك لمنافسه السيد البدوى، الذى ألقيت على كاهله مسؤولية ثقيلة بعد أن وعد الناس بعودة قوية لحزب الوفد «ضمير الأمة»، كما هتف الوفديون يوم عيدهم الانتخابى.