بحث مخصص

بقلم / د. أيمن نور .. ميكافيلى وكرسى الشورى المسروق !!

.. إحترت ، وحار دليلى فى فهم ما أسفرت عنه إنتخابات الشورى ، عن هزيمة للحقيقه ، وإنتصار لأوهام واكاذيب لا صلة لها بالواقع..لا أعرف من نجح وأين ؟! وما علاقة هذا الشخص بهذا المكان - خاصة - وأنة لسنوات كان يبحث عن دائرة ، ويقترح أماكن وبدائل لم يكن من بينها مثل هذا الخيار الذى أختارتة لة الأجهزة الأمنية لتقول أنها وحدها القادرة أن تفعل أى وكل شئ..وسط هذة الحيرة إستعدت من ذاكرتى أشهر صورة سلبية عن سيكولوجية قنص السلطة ، تلك التى رسمها "ميكافيللى" فى القرن السادس عشر في كتابة (الأمير) ، وقد أستعرض "ميكافيللي" في كتابه كيفية الوصول للحكم ، والأسس الأخلاقية والفقيه التي يكتسبها الوزير بعض الساسه ، وكذلك الوسائل المتبع للحفاظ علي الكرسي مهما تعارضت هذه الوسائل مع الدين والأخلاق والفضيلة والعدل والكرامة والحق والواجب.... " ميكافيللى" الذي ولد في فلورنسا عام 1469 ، وتوفي 1532 ، كان متأثراً ببيئته وبما كانت تعانيه إيطاليا في وقته من اضطرابات ، ومشاكل داخلية ، وأيضاً تهديدات خارجية مما دفعه أن يختصر كل القضايا في الانحياز "للأمير" وتبرير كل تصرف مهما كان قبيحاً أو لا أخلاقياً إذا كان هذا التصرف يرضي رغبات الأمير ، أو يحقق له مصلحه أو ميزة !!.. أهم ما أشتهر به "ميكافيللي" حتي اليوم هو ذلك المبدأ اللا أخلاقي الذي يقول : "الغايه تبرر الوسيله" فمكيافيللي يري – من وجهه نظره – أنه لاعلاقه – الباته – بين السياسيه والأخلاق بل أنه يري أن الحكمه بعينها أن ينكت الإنسان بوعوده ، ويكذب ، ويسرق جهد غيره وعمله إذا كان هذا يحقق له مصلحه مباشرة في الاستمرار علي رأس ساحة أو موقع لاعلاقه له به ، غير قدرته علي الأستيلاء علية بعون من السلطه !!.. "ميكافيللي" أوصي الساسه باستخدام الخداع والنفاق والرياء والحيله باعتبارها أهم وسائل الصعود الي الكرسي ولم يذكر دور أمن الدوله التي لم يكن لها وجود في زمنه كما أنه للاسف لم يعرف أنه بعد قرابة 475 عاماً سيظهر له تلاميذ أكثر نفعية وإيماناً بالأفكار التي وضعها في كتابة الأمير .. ولعله يتأكد من هذا لو قرأ نتائج انتخابات الشوري الاخيره !! والتي كشفت عن وجود من يقول لميكافيللي يا أستاذي ، ومعلمي الأول وملهمي في حياتي .. فالرجل الذي اقصده لا يعرف الصدق إلا بالصدفه ، ولا يحب الخير إلا إذا أوصي به ضابط بأمن الدوله ولا يبتسم في وجه أحد إلا إذا كان يخشاه أو ينتظر منه مصلحة ، ومنفعه حتي ولو كانت هذه المنفعة هي كرسي مسروق .. هذا الميكافيللي - الناطق بالعربيه - نبغ فقط في ركوب الموجه وسرقة جهد غيره ويغير جلده مع كل خطوة يصعد بها علي السلم من البزنس الفاشل الي السياسه الأفشل ، بل هو يغير جلده في كل فصل سياسي ، ويتلون بلون كل حاكم ، ويتحول مع اتجاه الريح ، وهو لا يري في هذا التذبذب ثقل دم !! وأن الكذب والنفاق شطارة ، ولي عنق الحقائق عبقرية والغاية تبرر الوسيله !!.. ميكافيللي "الجديد لا يحب فقط شهوة السلطة ولا ينافق من هم أعلي منه ، أو أقدم ، بل هو يحب المال حباً جماً ، وينافق كل من يملك المال ، أو الجاه ، أو النفوذ والسلطان !! فهو لا يؤمن بلعنه المال الحرام ، الذي لا ينجو منه إلا الأشراف ورغم ان البعض يصفه بلعبط إلا أنه يري الشرف عبط !! والأمانه تغفيل ، والفهلوه والنصب عبقرية ، والنفاق فلسفه ، والرياء حسن تصرف .. لذا فقد جمع حوله نخبه من المساكين – العباقره من وجهة نظره - والمنافقين - الفلاسفه - وفقاً لتفسيره - وتصور أنه ملك الدنيا التي لا يملكها أبداً طامع أو جاهل بقواعد اللعبه .. .. إن أنصاف الشرفاء ضعاف النفوس ، الذين سال لعابهم وأبهرم ما اتستطاع أن يجمعه ميكافيللي ورفاقه ، وكان عليهم أن ينتظروا قراءة الصفحة الأخيره في كتابة ، والسطر الأخير من الصفحة .. كي يحمدوا الله علي الشرف والامانه والستر !! .. فالغايه ابداً لا تبرر الوسيله ، النيابه عن الأمه أن لم تقترن بصدق وصلاح فهي نقمه علي صاحبها ، والمال الحرام عذاب في الآخرة ، ولعنه وفضيحه في الدنيا فهل لنا أن نتعظ ؟!.. لدي الكثير والكثير من الاسرار والتفاصيل لكن يعف لساني أن أدخل معركة مع ميكافيللي واترك معركتي مع الأمير !!.. عزيز القارئ لا تجهد نفسك في البحث والتنقيب عن شخصيته مكيافيللي الجديد فقط أقرا صحف الأمس فقد يكون شحصاً واحداً ، تعرفه ونعرفه جمعياً .. وقد يكون خليطاً من أشخاص يعيشون حولنا وبيننا وتملأ حلوقنا مرارة انحيازهم الدائم لأخلاق ومبادئ ومواقف ميكافيللي القديم !!